بسم الله الرحمن الرحيم - رب أنعمت فزد- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فهذا موقع جامع شامل مفيد - إن شاء الله تعالى - حاولنا فيه عرض تراث السادة الفقهاء المالكية - رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم - من كتب تفسير , وحديث , وفقه , وفتاوى , ونوازل, وتاريخ , وأدب...وغير ذلك مما أثروا به المكتبة العربية والإسلامية عبر خمسة عشر قرنا , مع التعريف والتنبيه على مخطوطه , ومطبوعه , ومفقوده, معروضة مواضيعه ومادته حسب القرون , والفنون , ليسهل تناولها , والوصول إليها , راجين من الله تعالى أن ينفع به طلبة العلم الشريف في مشارق الارض ومغاربها خاصة , والمسلمين عامة , وسائلين منه تعالى التوفيق والسداد والهداية إلى سبيل الرشاد, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي عفا الله وغفر له ولوالديه آمين

السبت، 18 يوليو 2009

مختصر الدر الثمين والمورد المعين على منظومة المرشد المعين لميارة ( تعريف )

مختصر الدر الثمين والمورد المعين على منظومة المرشد المعين على الضروري من علوم الدين تأليف الشيخ العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت 1072هـ)
قال الصغير الإفراني: كان رحمه الله من أوعية العلم، ومن المتفقهين في علم الأحكام، مستحضرا للنقول الغريبة، وذاكرا للنوازل البعيدة والقريبة
طبع في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمغرب، ودار الفكر، ومكتبة المعارف، والطبعة العصرية، وغيرها.

لقيت منظومة ابن عاشر الفاسي المسماة بـ«المرشد المعين على الضروري من علوم الدين»، إقبالاً واهتماماً شديدين من لدن المنتسبين لمذهب مالك عامة، ومن علماء المغرب الأقصى خاصة، فقد تصدّوا لها بالحفظ والتدريس، وبالشرح والتقييد. ويبقى عمل تلميذ الناظم من أبرز ما ألف في شرح هذه المنظومة؛ إذ يعد كتاب «الدر الثمين والمورد المعين على الضروري من علوم الدين»، للإمام الفقيه محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت1072هـ) أحد أوعية العلم والمتفقهين في علم الأحكام، المعروف بميارة الكبير، أهم وأفضل شرح خدم منظومة المرشد المعين، بحل ألفاظها، وإظهار معانيها، وتبسيط دانيها، وفتح مغاليقها، بل إنه زاد في خدمة هذه المنظومة بتأليف اختصار لشرحه عليها عرف بشرح ميارة الصغير.
ويرجع تأليف الشيخ ميارة لهذا الاختصار لدواعي ذكرها في مقدمة الكتاب، فهو كما يقول لما أكمل الشرح وخرّجه من مبيضته:«وجدته لطوله غير مناسب لمشروحه، ولا جار على طريقته، فهمَمت باختصاره، واقتطاف أنواره، كي يناسب المشروح، وتغتبطه من كل قارئ لأصله النفس والروح»، إلا أن هّمَته إلى هذا الاختصار حالت دونها عوارض الدهر والتسويف، إلى أن منّ الله عليه بزيارة مدينة سلا، فوافى بها الإمام أبا محمد عبد الله بن محمد بن أحمد العياشي، الذي حضّه على اختصار شرحه على المنظومة بعد مطالعته له، فكان ذلك دافعاً له على البدء بالاختصار.
وقد استهل الكتاب بمقدمة بيّن فيها مراده ودافعه على الاختصار، ثم أتى على جميع أبواب المنظومة شرحاً وبياناً يفي بالمقصود، ومعظم مادة الكتاب في شرح الأبيات المتعلقة بالأحكام الفقهية، لذلك غلب على المنظومة وشروحها البعد الفقهي رغم ما تحويه من مباحث عقدية، واقتصر الشيخ ميارة في هذا الاختصار على حل الألفاظ مع بيان ما أبهم من المعاني، إلا أنه في الأمور التي تقتضي التفصيل والبيان يحيل على شرحه الكبير على المنظومة، كقوله:«انظر ما ينبني على ذلك في الكبير»، «فانظره وما يتعلق به من الفروع في الكبير»، إلى غير ذلك، وقد ينبه الشيخ أيضاً في شرحه على قضايا فقهية فاتت الناظم فيذكرها بقوله:«تنبيه»، و«تنبيهات»، أوقوله مثلا في مسألة ذكر المعقبات إثر الصلوات:«وبقي على الناظم استحباب ذكر المعقبات إثر الفرائض كما في الرسالة وغيرها». وقد نظم مادة كتابه تبعاً لأبيات المنظومة، فهو يسترسل في شرحها على اعتبار مضامينها وما تعالجه من أحكام، لذا تجده يشرحها بيتا بيتا، ومرة بيتين بيتين، وقد يشرح سبعة أبيات بالجملة، كل هذا بأسلوب لغوي بديع يظهر فيه الشيخ ميارة الكبير كبيراً في علمه وفقهه.
ولم يغفل الشارح في كتابه وإن كان في مقام الاختصار أن يستدل بأقوال أئمة المالكية كمالك، وابن القاسم، وابن رشد، وابن العربي، وعياض، والمازري، وابن الحاجب، وخليل، وغيرهم من الفطاحل، كما حرص على النقل من كتبهم مثل المدونة، والموطأ، والتلقين، والتوضيح، وشروح خليل كشرح الحطاب، وغيرها من أمهات كتب المذهب. وقد حظيت مؤلفات الشيخ ميارة بالقبول عند من جاء بعده، وخاصة شرحه الكبير على المرشد المعين؛ إذ نقف على نقول منه في حاشية العدوي، وحاشية الدسوقي، وبلغة السالك، وكذا منح الجليل، وغيرها من كتب المالكية المتأخرين.

أما عن المختصر فقد حظي هو الآخر بإقبال وعناية من لدن العلماء؛ إذ نجد الفقيه محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي الفاسي (ت1273هـ) يؤلف حاشية على هذا المختصر، ومع ذلك فقد انصبّ القسط الوافر من اهتمام الفقهاء على الشرح الكبير، فعملوا عليه الحواشي والتعليقات والتكميلات مثل تعليق أبي العباس البوسعيدي(ت1046هـ)، وتكميل جسوس الفاسي(ت1182هـ)، وحاشية الرهوني (ت1230هـ)، وحاشية المهدي الوزاني (ت1342هـ)، وغيرها.وقد طبع الكتاب طبعة أولية على الحجر عام 1283م، ثم تعددت طبعاته بعد ذلك، فنجد طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمغرب، وطبعة دار الفكر، وطبعة مكتبة المعارف، والطبعة العصرية، وغيرها. / منقول الرابطة المحمدية
ــــــــ
مصادر ترجمتة المؤلف : نشر المثاني:(2/120-121)، صفوة من انتشر:(250-251)، سلوة الأنفاس:(1/165)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق