تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي المالكي (1053-1118 هـ )
قال في مقدمته : الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الإيمان و الإسلام من خير أمة أخرجت للناس ... و بعد فأعلم جعلني الله و إياك ممن يتقي الله حق تقاته. و أخلص لله في جميع نياته ، و حركاته و سكناته. أن كتاب الله و قراءته كما أنزل من عظيم الطاعات و أعلاها. و أجل القرابات أسناها. و لا يكون ذلك إلا بإتقان مثل هذه الأبواب التي ذكرناها. و الفصول التي حررناها، فعليك بتحصيلها حفظا و فهما فهي عظيمة النفع جليلة القدر و لا يتم لك التفع بذلك إلا بعد الرياضة و تكرار اللفظ بعد تلقي من أفواه المتقنيين قبلك من مشائخهم المتقنين و من تأمل ما صح انه صلى الله عليه ة سلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة و السلام كل عام مرة و في عام نقلته إلى ما عند الله من الخير و الكرامة مرتين و قراءتَه صلى الله عليه و سلم على أبيّ سورة (لَمْ يَكُنْ) ليعلمه صلى الله عليه و سلم طريق التلاوة و كيفية القراءة ليكون ذلك سنة للمقرئين و المتعلمين ، و ما كان الصحابة يفعلونه من قراءتهم عليه صلى الله عليه و سلم و سماعهم منه و قراءة بعضهم على بعض كما قال عبادة بن الصامت كان الرجل إذا هاجر دفعه صلى الله عليه و سلم إلى رجل منا يعلمه القرآن و كذلك التابعون و تابعوهم حتى و صل الامر الينا مسلسلا متواترا عَلِمَ عِلْمَ يقين إن من اجتزأ من الكتب و اتكل على فهمه و علمه فقد اساء، و خالف و ابتدع و ربما وقع في أمر عظيم. و خطر جسيم . نسأله سبحانه التوفيق و العافية و سلوك سواء السبيل و قد نص على هذا الإمام المحقق أحمد القسطلاني. و نقل عن البرماوي و الكرماني إن فائدة مدارسة النبي ( لجبريل القرآن كل سنة تعليمه ( تجويد لفظه و تصحيح إخراج الحروف من مخارجها و ليكون سنة في حق الأمة لتجويد التلامذة على الشيوخ قراءتهم انتهى. قلت و حمله على ما هو أعم من هذا أولى و قد صح عنه ( انه قال: خيركم من تعلم القرآن و علَّمه و قال إن أفضلكم عند الله من تعلم القرآن و علمه و قال الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، و قد روي الحديثان الأولان بأوالتي للتنويع لا للشك موضع الواو و هي أعظم في البشرى لأنها تقتضي إثبات الأفضلية المذكورة لمن فعل أحد الأمرين و الله أعلم.
و سميت كتابي هذا " تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين. عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين " و الله أسأل أن ينفع به. و يوصل للمسلمين الخير بسببه. آمين فهو حسبي و نعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق