بسم الله الرحمن الرحيم - رب أنعمت فزد- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فهذا موقع جامع شامل مفيد - إن شاء الله تعالى - حاولنا فيه عرض تراث السادة الفقهاء المالكية - رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم - من كتب تفسير , وحديث , وفقه , وفتاوى , ونوازل, وتاريخ , وأدب...وغير ذلك مما أثروا به المكتبة العربية والإسلامية عبر خمسة عشر قرنا , مع التعريف والتنبيه على مخطوطه , ومطبوعه , ومفقوده, معروضة مواضيعه ومادته حسب القرون , والفنون , ليسهل تناولها , والوصول إليها , راجين من الله تعالى أن ينفع به طلبة العلم الشريف في مشارق الارض ومغاربها خاصة , والمسلمين عامة , وسائلين منه تعالى التوفيق والسداد والهداية إلى سبيل الرشاد, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي عفا الله وغفر له ولوالديه آمين

الأحد، 29 مايو 2011

فصول الأحكام، وبيان ما مضى عليه العمل عند الفقهاء والحكّام للباجي /* ط

فصول الأحكام، وبيان ما مضى عليه العمل عند الفقهاء والحكّام تأليف الإمام الحافظ العلامة الفقيه أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي / ت 474 هـ


اهتم الفقهاء المالكية الأندلسيون أكثر من غيرهم بالتأليف في موضوع الأقضية والأحكام، وهذا الضرب من التأليف يُمِدُّ الدارس بفوائد جمّة ومعطيات في غاية الأهمية عن مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، خلال العهود التي عاش فيها مؤلفوها.
وكتاب «فصول الأحكام، وبيان ما مضى عليه العمل عند الفقهاء والحكّام» لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي من أبرز ما ألف في موضوع الأقضية، فهو كتاب حافل على صغر حجمه، اختصر فيه صاحبه كثيرا من عيون الأقضية والأحكام التي جرى بها العمل عند فقهاء الأندلس في عصره، وما يزيد من قيمة الكتاب كون مؤلفه فقيها ، نظارا، محققا، راوية، محدثا، متكلما، أصوليا.
وبالنظر في ديباجة كتابه نجده يفصح عن السبب الباعث له على وضعه فيقول: «فإني لما رأيت ما ابتلي به الفقهاء والحكّام، من النظر والفتوى بين الأنام في الأحكام، بادرت بكتابي هذا وخرجت غرر المحاضرة، ورؤوس مسائل المناظرة؛ مما لا يستغني الفقيه ولا الحاكم عن مطالعتها والوقوف على أصولها».
وأما المسائل التي ضمّها الكتاب فكثيرة متنوعة، منها ما يتصل بالقضاء والشهادات والتداعي، من حديث عن شروط القاضي، وما يجب له، وما يستحب له في مجلسه، وبيان مقعده، وعن الإشهاد والإقرار، والإعذار في المقالات، والتعديل والتجريح، وإيجاب اليمين، والنكول عنها، والشهادة على السماع، وما يقطع الدعوى، وغير هذا.
ومن المسائل ما يتصل بالأحكام التي يرجع إليها القاضي والمفتي، كالترشيد، والتعنيس، والسفه، والحجر، وبعض العيوب مثل عيوب الزوجين وعيوب البيع، وبعض أنواع البيوع، والحوالة، والضمان، والصلح، والوصي، والوكالة، والحمالة، والرهن، والشفعة، والقسمة، والضرر، والهبة، والصدقة، والحبس، والوصية، والعتق، والنكاح، والطلاق، والظهار، والعدة، والسلم، والكراء، والقصاص، والدية، والحدود، وغيرها من المسائل.
ونبه الباجي في مواطن متعددة من الكتاب إلى الأشباه والنظائر، والوجوه والأقسام، ونهج في عرض مسائل كتابه طريق الاختصار والاقتضاب، فلم يكن غرضه في ذلك استيعاب كل ما يتعلق بالمسالة الواحدة، وإنما اقتصر على ما يحتاج إليه منها، وقد نبّه على ذلك في مقدمة الكتاب فقال: «قصدت في ذلك الطريق المعتاد من الإيجاز والاختصار، وترك التطويل والإكثار». واستند في أحيان كثيرة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وآثار الصحابة البررة، فضلا عن أقوال كبار فقهاء المذهب وعلمائه، وتدخل بالترجيح بين الأقوال، أو بيان معانيها المرادة منها عند الاقتضاء، وإظهار الأقيس، ولم ينفك في كتابه هذا عن منهجه الحجاجي والجدلي الذي عُرف به، وأسلوبه الرائق في المناظرة، كما اهتم ببيان اختلاف الأقوال والتنازع فيها عند وجودهما، ومتى كان ثمة إجماع على قول نبّه على ذلك بقوله: «أجمع مالك وأصحابه»، أو قوله: «من أصل مذهب مالك والرواة من أصحابه»، وأشار إلى بعض الاختيارات والشاذ من الروايات، ودأب على إيراد عبارات تدل على أن جميع ما ذكره في كتابه به جرى العمل في الأندلس حينها، ومن تلك العبارات التي رددها: «وبه العمل»، «وعلى ذلك العمل عند شيوخ المذهب»، «وبقول مالك ومن قال بقوله مضى»، وقد يقول: «وبه الحكم».
وكما سلف فإن مرجع الباجي في وضع هذا الكتاب هو أقوال كبار فقهاء المذهب، وعلى رأسهم الإمام مالك بن أنس وأصحابه ومن بعدهم من الأئمة المشهورين، كما نقل فيه عن بعض شيوخ عصره الذين أبهمهم في الغالب.
ولأهمية كتاب «فصول الأحكام» وقيمته العلمية والمعرفية فإن العلماء والمصنفين منهم على الخصوص في موضوعه اعتمدوه وأخذوا منه، أمثال أبي الوليد هشام بن عبد الله بن هشام القرطبي الأزدي (ت606هـ) في كتابه «مفيد الحكام فيما يعرض لهم من نوازل الأحكام»، وعبدالله بن علي بن عبد الله بن علي الكناني المعروف بابن سلمون (ت741هـ) في كتابه «العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيديهم من العقود والأحكام »، وغيرهما / منقول الرابطة المحمدية.



طبع عدة طبعات منها طبعة دار ابن حزم بيروت الطبعة الاولى  1422 هـ بتحقيق د. محمد أبو الأجفان 
 ــــــ
مواد للتحميل :
ملف بدف / رابط1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق