بسم الله الرحمن الرحيم - رب أنعمت فزد- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فهذا موقع جامع شامل مفيد - إن شاء الله تعالى - حاولنا فيه عرض تراث السادة الفقهاء المالكية - رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم - من كتب تفسير , وحديث , وفقه , وفتاوى , ونوازل, وتاريخ , وأدب...وغير ذلك مما أثروا به المكتبة العربية والإسلامية عبر خمسة عشر قرنا , مع التعريف والتنبيه على مخطوطه , ومطبوعه , ومفقوده, معروضة مواضيعه ومادته حسب القرون , والفنون , ليسهل تناولها , والوصول إليها , راجين من الله تعالى أن ينفع به طلبة العلم الشريف في مشارق الارض ومغاربها خاصة , والمسلمين عامة , وسائلين منه تعالى التوفيق والسداد والهداية إلى سبيل الرشاد, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي عفا الله وغفر له ولوالديه آمين

السبت، 18 يوليو 2009

عمل من طب لمن حب للمقري / * خ و ط

عمل من طب لمن حب تاليف للقاضي الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الـمَقَّري – الجَد - التلمساني (ت759هـ) صاحب كتاب القواعد المشهور, قال المقري الحفيد: «هو بديع في بابه» نفح الطيب (5/285)
ومن الكتاب نسخة مخطوطة موجودة في مكتبة الأسكوريال, وهي بخط أبي العباس أحمد الونشريسي( ت914 هـ), وقد جزء من الكتاب يتضمن (الكليات الفقهية) بتحقيق أبو الأجفان , وطبع كاملا في دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م
تنبيه: ولعلامة الأديب للسان الدين ابن الخطيب السلماني الأندلسي كتاب بنفس الإسم ايضا , توجد نسخة منه بخزانة جامع القرويين فاس رقم 607 في 150 ورقة
يعد كتاب «عمل من طبّ لمن حب» ، من الكتب التي تمتاز بتنوع موضوعاتها، وغنى محتواياتها، فإنه ضمّ أحاديث الأحكام، واشمل على كثير من كليات الفقه وقواعده، و استبطن عددا من الألفاظ والاصطلاحات المتسعلمة لدى الأئمة العلماء. وأهمية الكتاب تكمن في كون مصنفه تحرى فيه الصحيح، وسلك طريق التحقيق والتحرير والتنقيح، وقد نصّ على هذا في مقدمته كتابه فقال: «هذا كتاب (عمل من طب لمن حب) ضمنته من أحاديث الأحكام أصحها، ومن كلياتها أصلحها، ومن قواعدها أوضحها، ومن حكمها أملحها»، هذا مع ما يمتاز به المؤلف في خاصة نفسه من غزارة حفظ، وكثرة علم، حتى قال البُنَّاهي في حقه: »عبرة من العبر، وآية من آيات الله الكبر؛ قلما تقع مسألة إلا ويأتي بجميع ما للناس فيها من الأقوال، ويرجح، ويعلل، ويستدرك، ويكمل».
ويبدو أن المؤلف عمد إلى اقتباس عنوان كتابه من الـمَثل العربي السائر »عَمَلَه لك عمل من طب لمن حب»؛ أي عمل الحاذق لمن يحب، ومنه قيل للمعالج طبيب، عمد إلى ذلك لأنه وضعه ليشفي غليل ابن خاله؛ القريب منه، والحبيب إليه، ويقرب منه الفائدة، ويريحه من العناء الذي يلقاه عند كلامه على ألفاظ كتاب «الشهاب» للقضاعي، الذي وُلِع به، فكان هذا السبب المباشر لوضعه، وفي هذا يقول المؤلف: «وكان الذي أثار عزمي إليه، وحمل همي عليه أني رأيت محل ولدي بل خلاصتي، وبقية من يعز على كبدي من قرابتي، الصغير سنّاً، الكبير إن شاء الله سناءً ... علي بن خالي ... أبي عبد الله محمد بن عمر المقري ولع بكتاب الشهاب، وشرع يتكلم ببعض ألفاظه بين صبيان الكتاب، فخشيت أن لا يرجع عليه العناء بكبير فائدة ...».
والكتاب على أربعة أقسام، فأما القسم الأول فَسَاق فيه الأحاديث الحُكمية المتعلقة بمختلف الكتب والأبواب الفقهية، وتربو في العدد عن خمسمائة حديث، موزعة على سبعة وأربعين بابا فِقْهيا، بدءاً من الطهارة، وانتهاء بالمواريث. وأما القسم الثاني فخصّه للكليات الفقهية على جملة أبواب الفقه أيضا، واشتملت على ما يزيد عن خمسمائة قاعدة كلية فقهيه كذلك، وهي في غاية الإفادة والإجادة. وأما القسم الثالث فبسط فيه كثيرا من القواعد الحُكمية، الفقهية منها والأصولية، وهي أكثر من مائتي قاعدة. وأما القسم الرابع والأخير فضمنه اصطلاحات وأقوال مأثورة، بعضها لصحابة كرام، وبعضها لأئمة مشهورين وتابعين أعلام، وهي تدور في مجملها في فلك الفقه وأصوله، والحِكم الشرعية.
وأما منهج المؤلف ففي القسم الأول جرّد الأحاديث التي انتقاها من الصحاح والسنن من أسانيدها، واكتفى بالإشارة إلى من خرّجها قبل عرضها بالرمز الذي وضعه لذلك الُمخَرِّج؛ إذ وضع لكل إمام حرفا يشير إليه، فجعل (م) لمسلم، و(خ) للبخاري، و(د) لأبي داود، و(ت) للترمذي، و(ن) للنسائي، و(ط) لمالك في الموطأ، ومن عادته أنه إذا عزا الحديث الأول لأحدهم، والحديث أو الأحاديث التي سيذكرها بعده للمشار إليه سابقا، فإنه لا يشير ثانية، ولذلك فقد تمرّ على القارئ أحاديث كثيرة دون أن يقف على رمز من تلك الرموز، ولم يحمل المؤلف نفسه العزو إلى كل من خرّج الحديث بل يكتفي بذكر واحد منهم فقط، وإذا كان الحديث في غير الصحيحن فإنه يتولى أحيانا بيان درجته بالاعتماد على قول من خرّجه، وغالب ذلك عند عزوه للإمام الترمذي، وقد يشير إلى تعدد الروايات واختلافها، ويكرر الحديث عند الحاجة. وأما منهجه في القسم الثاني والثالث فإنه ذكر القواعد مجردة، مع مراعاته ترتيب المسائل الفقهية بحسب أبوابها في الثاني، ومحاولته ضَمَّ القواعد التي بينها رابط في فصل واحد في الثالث. وأما القسم الأخير فإنه أفرد للأقوال التي ذكر أصحابها فصلا، وآخر للتي لم يذكر أصحابها. وقد تبين بعد هذا أن مصادر المؤلف في كتابه هي كتب الحديث التي سبق ذكر أسماء أصحابها، خاصة في القسم الأول من الكتاب، وقد تكون له مصادر أخرى في الفقه وأصوله لم يفصح عنها. ولمؤلفه في وصفه وبيان أهميته أبيات قال فيها:

هـذا كتاب بديـع في مـحاسنه *** ضمنته كل شيء خِلته حسنا
فكـل مـا فيه إن مـرّ اللبيب بـه *** ولم يشم عبيرا شام منه سنا
فخذه واشدد به كف الضنين وذُذ *** حتى تحصله عن جفنك الوسنا

وقال الـمَقَّري الحفيد صاحب نفح الطيب: «رأيت هذا الكتاب بحضرة فاس عند بعض أولاد ملوك تلمسان وهو فوق ما يوصف». وقال أيضا: «هو بديع في بابه».
طبع كتاب عمل لمن حب وصدر عن دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م، ومعه رسائل أخرى صغيرة، بتحقيق بدر العمراني الطنجي./ منقول الرابطة المحمدية
مصادر ترجمة المؤلف : الإحاطة 2/191-226، والديباج المذهب 2/245-246، المرقبة العليا (169-170)


ــــــــ

مواد للتحميل :
ط العلمية / ملف بدف / رابط1
جزء من الكتاب (الكليات) / ملف بدف / ملف وورد
مخطوط /المصدر: مؤسسة الملك عبد العزيز الدار البيضاء / رقم المخطوط :  92- 3 /عدد الاوراق : 52 / ملف بدف / التحميل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق